التعريف
التعاونية الحرفية هي منظمة مهنية، ذات طابع اقتصادي، تتكون من حرفيين، يعملون في نفس النشاط الحرفي، ويجمعهم هدف مشترك، وهو تحسين ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية.
دور التعاونيات الحرفية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية
تلعب التعاونيات الحرفية بالمغرب دورا فاعلا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث تساهم في خلق الثروة وتوفير فرص الشغل، وتحسين مستوى معيشة الحرفيين، وتعزيز التنمية المستدامة.
وقد شهدت التعاونيات الحرفية بالمغرب تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، حيث ارتفع عددها من 669 تعاونية في عام 2015 إلى 1.000 تعاونية في عام 2023. كما ارتفع عدد الأعضاء في هذه التعاونيات من 100.000 عضو إلى 200.000 عضو خلال نفس الفترة.
الأهداف
تهدف التعاونيات الحرفية إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، منها:
- تحسين الإنتاجية ورفع المردودية الحرفية: تساهم التعاونيات الحرفية في تحسين الإنتاجية ورفع المردودية الحرفية، من خلال توفير الوسائل والتقنيات الحديثة للأعضاء، وتنظيم عمليات الإنتاج والتسويق.
- تسويق المنتجات الحرفية بأسعار عادلة: تساهم التعاونيات الحرفية في تسويق المنتجات الحرفية بأسعار عادلة، من خلال التفاوض مع الوسطاء، وإنشاء قنوات التسويق المباشرة.
- توفير الخدمات الحرفية للأعضاء: توفر التعاونيات الحرفية مجموعة من الخدمات الحرفية للأعضاء، منها: توفير مستلزمات الإنتاج، تقديم الإرشادات الفنية، وتسويق المنتجات.
- تعزيز القدرات المهنية والتنظيمية للأعضاء: تعمل التعاونيات الحرفية على تعزيز القدرات المهنية والتنظيمية للأعضاء، من خلال تنظيم دورات التكوين والتدريب، ودعم التعاون بين الأعضاء.
المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية
تساهم التعاونيات الحرفية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال مجموعة من الآليات، منها:
- خلق الثروة وتوفير فرص الشغل: تساهم التعاونيات الحرفية في خلق الثروة وتوفير فرص الشغل، من خلال تحسين الإنتاجية ورفع المردودية الحرفية، وتسويق المنتجات الحرفية بأسعار عادلة.
- تحسين مستوى معيشة الحرفيين: تساهم التعاونيات الحرفية في تحسين مستوى معيشة الحرفيين، من خلال توفير الخدمات الحرفية لهم، وتعزيز القدرات المهنية والتنظيمية لهم.
- تعزيز التنمية المستدامة: تساهم التعاونيات الحرفية في تعزيز التنمية المستدامة، من خلال اعتمادها على الأساليب الحرفية المستدامة، وحماية البيئة.
- حماية التراث الثقافي: تساهم التعاونيات الحرفية في حماية التراث الثقافي، من خلال الحفاظ على الحرف التقليدية، ونقل هذه الحرف إلى الأجيال القادمة.
التعاونيات الحرفية كنموذج للتنمية المستدامة
تساهم التعاونيات الحرفية في تعزيز التنمية المستدامة، من خلال اعتمادها على الأساليب الحرفية المستدامة، وحماية البيئة.
وفيما يلي بعض الأمثلة على كيفية قيام التعاونيات الحرفية بالمساهمة في التنمية المستدامة:
- استخدام المواد المستدامة: تستخدم التعاونيات الحرفية في كثير من الأحيان مواد مستدامة، مثل الأخشاب المعاد تدويرها، والأصباغ الطبيعية، في إنتاج منتجاتها.
- تقليل النفايات: تسعى التعاونيات الحرفية إلى تقليل النفايات الناتجة عن الإنتاج الحرفي، من خلال استخدام المواد بكفاءة، وإعادة تدوير النفايات.
- حماية البيئة: تساهم التعاونيات الحرفية في حماية البيئة، من خلال استخدام الأساليب الحرفية التي لا تضر بالبيئة، مثل استخدام الطاقة المتجددة.
استراتيجية الدولة في دعم التعاونيات الحرفية
تمتلك التعاونيات الحرفية بالمغرب مستقبلا واعدا، حيث تحظى بدعم الحكومة المغربية والمجتمع المدني. ومن المتوقع أن تستمر التعاونيات الحرفية في لعب دور فاعل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب.
وتشمل الإجراءات التي تم اتخاذها لدعم التعاونيات الحرفية في إطار استراتيجية الدولة، ما يلي:
- توفير التمويل اللازم لإنشاء وتطوير التعاونيات الحرفية.
- تقديم الدعم الفني والتكويني للتعاونيات الحرفية.
- تعزيز الشراكة بين التعاونيات الحرفية والمؤسسات الحكومية والخاصة.
التحديات التي تواجه التعاونيات الحرفية
على الرغم من التطور الذي شهدته التعاونيات الحرفية بالمغرب، إلا أنها تواجه مجموعة من التحديات، منها:
- ضعف القدرات المهنية والتنظيمية للأعضاء: تعاني العديد من التعاونيات الحرفية من ضعف القدرات المهنية والتنظيمية للأعضاء، مما يؤثر على أدائها وتحقيق أهدافها.
- ضعف البنية التحتية في المناطق القروية: تعاني العديد من المناطق القروية، التي تتواجد فيها التعاونيات الحرفية، من ضعف البنية التحتية، مما يؤثر على عمل التعاونيات.
- ضعف المنافسة في الأسواق المحلية والدولية: تواجه التعاونيات الحرفية تحديات المنافسة في الأسواق المحلية والدولية، مما يؤثر على تسويق منتجاتها.
الحلول المقترحة للتحديات التي تواجه التعاونيات الحرفية
تتطلب مواجهة التحديات التي تواجه التعاونيات الحرفية، مجموعة من الإجراءات، منها:
- تعزيز التكوين المهني والتنظيمي للأعضاء: يجب تعزيز التكوين المهني والتنظيمي للأعضاء، من خلال تنظيم دورات التكوين والتدريب، ودعم التعاون بين الأعضاء.
- تحسين البنية التحتية في المناطق القروية: يجب تحسين البنية التحتية في المناطق القروية، من خلال توفير الخدمات الأساسية، ودعم الاستثمارات في هذه المناطق.